المـــــــــــحبه في الله....

امتزاج روح بروح وتصافح قلب مع قلب ..
وهي رباط إيماني يقوم على منهج الله ينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بالله .
والمحبة الحقيقية هي التي لا تميل إلى نفع .. لا يفسدها منع
والمحبة أمن ، كما أن البغضاء خوف .
أخيتي الحبيبة :
قيل : قل لي من تصادق أقل لك من أنت ، فكل إنسان يختار من هو على شاكلته ، فالطيور على أشكالها تقع ، فهل رأيتِ عصفورًا يحط مع الغربان ؟ لا .. فالعصفور يحط مع العصافير والغراب يحط وسط الغربان .. وهكذا ..
لذا ينبغي لكل منا أن يصلح شأنه ويجتهد في اختيار أصدقاء صالحين يأخذون بيده إلى طريق الخير ، فالصاحب ساحب ، إما إلى جنة وإما إلى نار !! وأرقى درجات الصحبة هي الحب في الله .
لذا فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا على أن يحب بعضنا بعضًا في الله .وأخبر أن المتحابين في الله ضمن السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه ، فمن بين هؤلاء السبعة (( .........و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) متفق عليه .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل : مَنْ هم يا رسول الله لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قومٌ تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) . متفق عليه
والصحبة نمط علاقة وقالب اجتماعي لا يكاد ينفك عنه تاريخ الإنسان ، فهو مصدرٌ من مصادر تربيته ومعرفته وأنسه وسروره ومواساته ، وهو ذو أثر كبير في حياة المرء ، ومن الأمثلة التاريخية المتميزة المبينة لأثر الصحبة ووظائفها صحبة أبي بكر الصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والارتباط المصيري الذي اقتضته هذه الصحبة نظرًا لارتباطها بأهداف عالية رفيعة ترتب عليها أن عايش أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلو والمر ، والسهل والصعب ، والغنى والفقر ، والأمن والخوف ، وفي أحلك الظروف وأشدها جمع بينهما طبع متقارب في العقل ، والمروءة ، وبُعد النظر ، والنبل ، والكرم ، والرفق ، والعطف ، وقبل هذا وذاك جمع بينهما إيمان ثابت وعقيدة راسخة .
لذا أنصحك أخيتي بعد تقوى الله أن تمعني النظر في صحبتك ، فالرفقة أمرٌ اختياري ، وليس أمرًا مفروضًَا عليكِ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( المرء مع مَنْ أحب )) متفق عليه .
ومن الأسباب المؤدية إلى الحب في الله :
إعلام المحب بحبه في الله لقوله عليه السلام : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه ) .رواه البخاري.
المبادرة بالمصافحة والسلام عند اللقاء ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .
تقديم الهدية في المناسبة ( تهادوا تحابوا ) رواه البخاري .
زيارة المحب بين فترة وأخرى ، لقوله عليه السلام : (( زر غبًا تزدد حبًا ) (صحيح الجامع الصغير ).
الاعتدال في الحب والبغض ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( أحبب حبيبك هونًا عسى أن يكون بغيضك يومًا ما وأبغض بغيضك هونًا عسى أن يكون حبيبك يومًا ما ) . ( رواه الترمذي والطبراني والبيهقي ) .
الدعاء
( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك )